Sunday, January 2, 2011

هجرة


أنا مشرد اليوم، أبكي بلا أسباب، إلى بيتي لا أجد الباب، لا أذكر شيئاً سوى أنّي مكسور، كزجاجة على قارعة الطريق، لم يعد لدي ما أكتبه، لأني لست أنا، لقد سافرت، هاجرت بلا رجعات، مللت الغربة في نفسي، أفتقدت الكلمات، لغتي أحرفها الدموع و النظرات، في سجن أجلس، في حيرات، في نعيم كنت، والآن قد مات، من أنا؟! أصرخ أنا الذكريات، تلك اللحظات، حين كنت طفلاً، ألعب الأحاجي، أرسم الكلمات، على الشاطئ الذي جف بحره اليوم أو أنه فاض، ما بي، من أناّ كيف وصلت إلى مدينة ساكنوها أموات، صبحها و مساؤها سواء، بردها كصيفها هبّات، من ريح عاتية وغيوم جافلة، وجوه بلا تعبيرات، نهار بلا أصوات، معاش بلا نشاط، كلام بلا كلمات، دموع همرات، صياح تبعات، قلوب ولا نبضات، كتب ولا كلمات، سماء ولا جنّات، مرآة ولا ضحكات، نسيم ولا بسمات، طريق ولا خطوات، بلد ولا أحياء ، أرض ولا نباتات.

حاولت التجاوز عن البداية، حاولت أن أفهم الإفتراضات، أوهام أمراض أم حياة؟ صعوبات تحديات أم مجازر؟ من أنا! سؤال يبدو أنّه بلا إجابات، أين أنا! هجين في أرض المدافن، عند صرير الأبواب أستيقظ، أظن باب بيتي قد فتح و لكن كل ما أراه أبواب توابيت، موت، حزن، سوداوية و حداد! هذا لست أنا! من أنا! إن كان هذا مثواي فما مثواه! ذاك الحيّ الذي أحب الحياة، ذاك المرء الذي أحب الألوان، ذاك الجميل الذي أردى الموت برصاصة، من أنا! أين هو؟ ما بي أرى السماء مقصلة والأرض مقبرة، وما بينهما عزاء!
أقسم إن الموت راحة، للضائع في تلك الغابات، فاقد الكلمات، صاحب النسيان...

No comments:

Post a Comment