Sunday, May 15, 2011

ستّون

ستّون،  وثلاث  آخرون، نحن راحلون، نعم راحلون، لكن لا تبتسموا، فلسنا إلّا إلى القدس زاحفين.
صوت ليل مجنون، ونهار مسكين، صبح مقرون بنهاية الظلم اللّعين، سيفاً حملنا بل سكين، فالجرح بالسيف شرف ليس لكم، زيتوننا من نيران قنابلكم يزهر ويزرع في أرضنا إرثاً مصون، والجفون لن تغفى ولن تنام العيون، قبل رحيلكم إلى الحريق الهشيم، ولن ننام هذا الليل وسنضئ أجساد شهدائنا شمساً أخرى، وصبحاً لا ليل بعده ولا قنديل، أيها الضعفاء، من أطفالٍ هربتم، من أطفال لا يتكلّمون، من أطفال مقعدين، لم يقعدهم سوى أعوام قليلة.

لا تفرحوا، لا وجود لكم اليوم، جروحنا غطّيناها ببلسم من النيل، ومن دجلة والفرات سنشرب وما أنتم بشاربين، من دمائنا التي أفاقت رسمنا الرسومات، ورفعناها فوق مقصلة الشجون، لا سجون اليوم إلّا لكم.
كلمات قليلة تكفي، فالحروف تخيفكم، كأنّها عيون، تخافون الليل والنهار وترتجفون، نحن ناركم في الأرض وفي السماء والغيوم.