Sunday, March 21, 2010

تحت اللِّثام

تحت اللِّثام تتعرق الوجوه، في الصدور تقوى القلوب، الغمد عطش والحسام سجن، الصوت أخفض، واللسان صمت.
بين الأزقة فوق البيوت، من بين الحجارة، تنكشف الصدور، تكتب السطور، تحكي الطيور، واليوم يطلق سراحها.
من كل بيت، من كل قبر أطلّوا، أشرقوا، عميت عين السارق بنورهم، أصمّت زغاريد الأمهات آذانهم الجليدية، غنّت تكبيراتهم، عالية أصواتهم، وقلب الأم يطلق سراح أطفالها من مخبئهم، إلى الجنّة، تبكي إن عادوا، ترميهم إلى الشهد، إلى الشّهادة...برحمة...
بين القباب والمآذن، يتخبأ المترصد ذو الشجاعة، نسيم بحر يافا يوشوشه، يخبره، حجرك مكانه هناك، إلى اليمين إلى اليسار، والجبان ذو الخوذة يتلفّت، يحمل السلاح عجزاً، يحمله مغطياً نفسه بالحديد الصلب، ذاك الحديد الذي يخترقه حجر الرامي.
"ستحملك رائحة الخبز والحليب شهيداً إلى حضن أمِّك" هذا الذي قالته النجمة، تذكّر السرير الدافئ الذي نام فيه، حين نام متلفحاً زيت الزيتون، حين ألبسته إيّاه أمّه ليلة تملّكه الزكام، تذكر الدفء وصدره العاري أدفأ البرد الذي حوله.
ذاك المهنّد المختبئ، تجف عليه الدماء فيرتوي، ويجف العرق، وتبان الوجوه...