Saturday, February 26, 2011

رقصة


لا ترقصي، عند رقصك تهزّين عالمي، فلتصمتي، فكلامك يملأ أذناي فلا أسمع سواك، كالبرق أنت، تخطفين الأنظار وتختفين، تختبئين خلف ستارات الهمسات كأنك غيمة في سماء الليل، لا يدرك المار تحتها وجودها، تهمسين في أذني ما أظن أنه أوهام، تغنّين الكلمات كأنها نوتات موسيقية خلقت قبل خلق النّغمات، ترقصين، وتهزين برقصك عالمي الذي تملّكته، عالمي الذي لم يعد موجوداً، تبتسمين و في عيناك ضحكات تملأ أصواتها الفضاء، صوتك والأضواء الخافتة شبيهان بنسمة شتوية من الهواء تتربع في مقلة ليلة صيفية لا غيوم في سمائها، تتنفسين، و كأن نفسك إنتظام الليل والنهار...

دفء أنت، كالشمس، عدا أنّك لا تعمين من ينظر إلى شعاعك، كضربات على أوتار العود، يضربها عازف واثق الخطوات، عذبة أنت، كعذوبة النّدى في صبح جديد، كقلب طفل صغير تنبضين بالحياة، ككلمة لا حروف لها تحمل من المعاني ما يحملة المعجم في صفحاته الرّثة.

كالبحر أنت، تضربين شاطئك بأمواج رقيقة مرحة و مقفّاة. عندما تطفأ الأنوار، وينام النّهار، تستيقظ الجميلة فيجبر النهار على الإستيقاظ مرة أخرى، فترتفع شمسها في غياهب السّماء المحمرّة ويبدأ يومي، برقصة.

No comments:

Post a Comment