Monday, February 15, 2010

!ولكنني لست بذرة

 كسر الألم البرد القارس في خلاياي، يأكلني الموت والسم دوائي. تلك معركتي وجسدي أرضها، نظرات من الشفقة تغطيني وتشعرني بضعفي الذي تجلى كضعف شمس المغيب، أستمع لأصواتهم تكلمني وتحمل بين حروف كلماتها الأسى، أتعجب مستصرخاً لساني العاجز، عهدتني جبلاً يدفع الأذى عن نفسه، ولكنّي الآن ذرة تراب تطير على أجنحة الرياح دون إرادة. إتخذت من الوحدة لثاماً، وحيد حولهم، تبدأ حياة البذرة حين تدفن، ولكنني لست بذرة!


السرطان زنزانتي، وهو قاتل الأمل، سريري هو مقعدي وسمائي السّقف الإسمنتية الباردة، لا نجوم في سمائي ولا أقمار حتّى، طعامي له طعم واحد، وكل الأصوات لها نفس الوقع على أذني التي إعتادت تجاهل أصوات تهامسهم من وراء الحائط الذي بناه كبريائي، حياتي شاحبة، لا طيور في حديقتي الميتة المختفية، لا أشجار ولا أنهار، لا شيئ سوى لون الشراشف الأزرق الشاحب، والستائر التي تسترق عبرها عيني النظر إلى الخارج، إلى الخارج الذي نسيت رائحته ولونه، فد أكون أجلس في غرفة لها لون المحيط، ولكنّ المحيط أزرقه مختلف...


لطالما سمعت عن من تقدم حبواً بنفسه إلى ساحة من النصر على عدوه، لم أعلم أنّي كنت أجسد الحياة قصةً بنهاية سعيدة، تذكرني الندبات بالأوقات التي قطعتها ظاناً أنها آخر الأوقات...تترافع كلماتي عن السؤال عن حالي، وها أنا أرقد في السرير الذي إتخذ شكل إنحناءات جسدي المنهك، أرقد منتظراً زيارة من أحدهما، أولهما أحبائي، وثانيهما البين، أرقد مسلّماً لتيّار من الأحداث التي تبحر بي بعيداً.


أعلم أنّ الألم الذي عانيت إنّما هو عطف و رحمة، رحمة أمطرها الرحمن على بستان الأشواك الذي زرعت، أمطرها ليُميت الأشواك ويُحيي أشجاراً من غفران، أمطرها ليفيقني من غفوتي.


يغزو الإطمئنان روحي حين أتذّكر أنّي أُحيل العبئ إلى من هو أهل بالحمل بل بأضعافه، تزورني وأراها متأملة تبكي وتدعو لي، تدعو راجيةً الشفاء لزوجها الذي إشتاقت إليه أشجار حديقته، تدعو للذي إفتقده أطفاله، تدعو و تبكي وأنا أبتسم وفي عيني الدمع، لا تعلم ماأعلم، ورقتي إصفرّت و خريفها قد قرُب، ولكنها لا تعلم...


No comments:

Post a Comment