Friday, October 1, 2010

فلتُحرقوا البحر


فلتحرقوا البحر أو الزيتون، فلتحرقوا بيتي أو الغصون، قلتحرقوا قلبي، فلتحرقوا شعبي، فلتحرقوا فأنتم النار وإليها هالكون.

أحرقتم النور، فأحرقنا الشموع، أطفأتم الشمس فأضئنا القبور، مشاعلكم تحرقونها لا لتضيء بل لتنشر الظلام، فأنتم كارهو النور في النار تسودّون، من رمادها المظلم الشاهد على ظلمتها تشربون، نار ولا نور، نار ولا دخان، تلك ناركم التي تسكنون، ونارنا التي إفتعلتموها هي برد ونعيم، صبح وأنتم مظلمون.

فلتحرقوا الذي شئتم فنحن لا نُحرق، لسنا أشياءَ، نحن الشجون، نحن نعيش اليوم وغداً...تموتون، ليل أنتم، ظلم مسكين، ليس الآن ولكنه سيكون، مساء اليوم سيكون، وما أقرب الفجر وما أقربهم، هؤلاء المطهرون، أجساداً أشعلتموها فأنارت، سطعت حتّى أعمتكم وإن كنتم لا ترون.

من الزيتون إنتقمتم، من التين، من الزعتر البرّي، من الشروق من النجوم، من كلّ جميل إنتقمتم، من كل مضيء أحرقتموه، فما إزداد إلّا ضياءً.

في السجون حسبتم النور سينقطع، ولكن النور ليس مسجوناً أيها الميتون، سجونكم تظننونها تقمعنا ولكنّا نابتون، في الأرض في السماء في البحر نحن نابتون، ثابتون، باقون، ومن نيرانكم نقوى ونطفئها بنسمة من أفواهنا، نطفئها فهي رغم وهجها ضعيفة مثلكم أيها الضعيفون .. فلتحرقوا البحر، فلتحرقوا الزيتون، لكنه لن يموت بل سينبت ونحيا معه وتموتون...

No comments:

Post a Comment